ولد سنة (1332هـ) بغيل باوزير.
تخرج في الرباط، وأخذ عن السَّيد محسن بن جعفر أبونمي وغيره.
تقلَّد عدة وظائف، وعمل كاتباً بالمجلس العالي للقضاء في المكلا سنة (1355هـ).
وكان عارفاً بالأخبار، مؤرخاً أديباً له أكثر من مؤلف في التاريخ، وقد انتشرت مؤلفاته في الجهات.
واشتغل بالسياسة، وارتبط بالأمير علي بن صلاح القعيطي، وصار من حاشيته، وكان مغرى بحركة القوميين العرب، ولعاً بالتغيير والإصلاح.
ولاه صاحبه النائب علي بن صلاح القعيطي نيابة القضاء بغيل باوزير سنة (1356هـ) بعد أن عزل قاضيها السابق.
ولم يستمر المؤرخ باوزير في القضاء طويلاً؛ بل عُزل بالقاضي علي بن سعيد بامخرمة.
ومن أشهر تصانيف باوزير كتاب: ((صفحات من التاريخ الحضرمي)). ومن تصانيفه: ((معالم تاريخ الجزيرة العربية)). وكتاب: ((الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي)).
توفي سنة (1978م.)
[انظر ترجمته في "بر الولد" للأستاذ محسن باعلوي، وقد صدرت له ترجمة ذاتية في كتاب بعنوان "حياة جديدة"].
*************************************************
ترجمته من مقدمة كتابه: “معالم تاريخ الجزيرة العربية”:
بقلم: محمد سالم باوزير
أصدر الشيخ الأديب المؤرخ : سعيد بن عوض بن طاهر باوزير رحمه الله كتاب (معالم تاريخ الجزيرة العربية ) وكتب الأستاذ محمد سالم باوزير مقدمة للكتاب قال فيها : :
لن أحدثك – أيها القارئ الكريم – عن الكتاب .. فها هو بين يديك . اقرأه .. واستمتع بقراءته .. كما قرأته أنا .. واستمتعت بقراءته …
وإني واثق كل الثقة أنك ستعجب بأسلوبه العذب الرقراق .. وإن هذا الإسلوب سيحملك على مواصلة القراءة حتى تأتي على أخر صفحة في الكتاب ..
وعندما تنتهي من قراءته .. وتضعه جانباً .. فستود لو أنك عرفت شيئاً عن صاحب هذا الأسلوب . العذب الرقراق ..
وأنا الذي ساعدتني الظروف على التعرف إلى هذا المؤلف .. في جلسات عديدة ممتعة .. وعرفت عنه أشياء كثيرة .. ليسرني .. بل إنه مما يشرفني أن أصدر كتابه هذا بكلمة – ولو مقتضبة – أعرفه بها إلى قراء العربية …
*****************
في الأربعين من عمره المديد . نحيل الجسم .. من أثر مرض ألم به .. ردحاً طويلاً من الزمن .. تجلس إليه .. فيتحدث إليك .. كالصامت .. ويطربك حديثه .. ولا تودعه إلا وأنت تقرر في ذات نفسك أن تزوره مرة .. بل مرات أخرى …
محدث بارع .. وأديب مطلع .. وروح حية نبيلة .. وعقلية متنورة .. هذ هو .. الشيخ سعيد عوض باوزير … مؤلف هذا الكتاب …
ولد في جمادي الآخرة عام (1333هـ) .. في ( غيل باوزير ) .. إحدى المدن الحضرمية الساحلية ذات النسيم الهادئ العليل .. والمعروفة بزراعة التمباك الحموي .. والمشهروة في تاريخها القديم بالعلم والعلماء . وتلقى علوم الدين واللغة في معهدها الديني الذي أسسه العلامة المصلح الاحتماعي الكبير الشيخ محمد عمر بن سلم .. وصاحب الترجمة من عائلة آل باوزير المعروفة في حضرموت منذ سبعمائة عام بنفوذها الروحي بين القبائل وأياديها البيضاء في الإصلاح وكرم الضيافة والإحسان إلى الناس …
وبعد تخرجه من هذا المعهد عين كاتباً للمجلس العالي في المكلا . ثم قاضياً شرعياً .. في مدينة ( غيل باوزير ) .. ثم ترك القضاء لأسباب … وانصرف إلى الأدب ينهل من معينه فقرأ للدكتور هيكل وطه حسين والعقاد والمازني وزكي مبارك وشوقي وحافظ والرصافي والكاظمي والزهاوي وغيرهم من مشاهير الأدباء في وسوريا والعراق .
وازداد إقباله على القراءه .. وشغفه بالدرس .. وفتن بما تخرجه المطابع من الكتب الحديثه في التاريخ والاجتماع . فأرضى رغبته في هذه الكتب في الحدود التي تسمح بها ظروفه الخاصة .
وتركت هذه الدراسات أثرها في تفكيره واتجاهاته .. فقرض الشعر الاجتماعي المؤثر .. وحبر المقالات والمحاضرات ذات الطابع الممتاز بالقوة وصدق التعبير ونزاهة القصد ..
وكتب بعض مؤلفاته في التاريخ وغيره .. ومنها هذا الكتاب الذي بين يديدك وكان له نشاط ملحوظ في حقل التعليم في كل من ( غيل باوزير ) و ( الريضة ) عاصمة القطن في حضرموت .. ونشاط اجتماعي ذو أثر .. ليس هنا موضع الحديث عنه ..
ولصاحب الترجمة صراحة في القول وإباء في النفس ، ويقضة في الضمير .. هي السبب في كثير من المتاعب التي تعرض لها ولا يزال يقاسيها حتى الآن .. وهو من المؤمنين بما في الدين الإسلامي من قوى كافية لانتشال المسلمين من هذا الحضيض الذي يتمرغون فيه .. إلى المقام الرفيع الذي يضمن لهم حياة سعيدة مطمئنة ..
وهو حتى الآن لم يغادر حضرموت إلا إلى عدن – عروس الجنوب العربي الكبير- وأسمرا في أريتريا .. أثناء رحلة ثصيرة .. وساعد هناك في تكوين ( المجلس الأعلي للتعليم الإسلامي ) في أريتريا .. واشترك في وضع لازحته الداخلية .. وكان على صلة بمبعوث الأزهر الشريف … إلى هذه البلاد ..
وقد كان صاحب الترجحمة .. أحد المدرسين البارزين في المعهد الديني الحكومي … ثم انفصل تحت تأثير ظروف قاهرة …
ويشتغل الآن في مكتب التفتيش التابع لمعارف الدولة القعيطية .. حيث يضع بعض المقررات في التاريخ وغيره .. المدارس الحضرمية ..
****************
وبعد .. أيها القارئ الكريم .. هل تراني استطعت بالضبط أن أعطيك فكرة عن مؤلف هذا الكتاب ..؟
أنا لا أعتقد …
بل إنني أشعر بكثير من الخجل .. إن تجرأت وفلت إنني أعطيتك حتى فكرة بسيطة .. فلا زالت هناك أشياء كثيرة .. وكثيرة جداً .. يجب أن تسطر ليقرأها من يقدسون الحرية الفكرية ، ومن يمتهنونها ..
ولكن المجال ضيق .. وعسى أن نلتقي في فرصة أخرى ..
حفظ الله المؤلف ذخراً للعروبة .. وللجنوب العربي الكبير .. آمين ..
محمد سالم باوزير
[[المصدر]]
0 تعليقات