هو عبدالله بن عوض بن مبارك بن علي بن سالم بن عبدالله بن عمر بن بكير الكندي.
- مولده -
ولد الشيخ عبدالله بكير- رحمه الله تعالى- بمدينة غيل
باوزير/ م حضرموت عام 1314هـ – 1897م, من أبوين فقيرين محبين للخير ولأهل
الخير والفضل.
وتربى كما يتربى غيره من الفلاحين, خشونة وشظف عيش, وجفاء تربية, وسوء تغذية, وقلقاً من كل ما يحيط به.
- نبذة مختصرة عن حياته العلمية -
حاول أبوه وشقيقه الأكبر- محمد- إدخاله (كُتَّاباً- عُلمة)
كان هو الأوحد في القرية ( القارة ) فدخل الكُتَّاب على كُرهٍ منه , وبدأ
يدرس القراءة والكتابة بحسب أوضاع الكتاتيب.
واستغل أول فرصة فهرب منه, وأعيد إليه بعد مدة واستمر به عن
رغبة منه في هذه المرة إلى أن أنهى قراءة القرآن الكريم نظراً, وبعض سوره
حفظاً, وبعض مبادئ القراءة والكتابة والحساب بأسلوب المكان والزمان,
وبمعطيات الكتاتيب المعروفة آنذاك, والمعروف شأن القائمين عليها.
ثم التحق الشيخ – رحمه الله تعالى- بركاب العلامة المعمر عمر
بن مبارك بن عوض بادباه المولود ( 1257هـ ) المتوفى ( 1367هـ ), إلى قرية (
الصداع ).
وأقام بها عنده نحواً من خمسة عشر عاماً, تلقى خلالها كثيراً من العلوم, فقرأ في الفقه والتفسير والحديث واللغة والأخلاق وغيرها.
ثم انتقل إلى مدينة غيل باوزير حيث تولى إمامة مسجد الروضة بها, ثم مسجد اليافعي.
وفي أثناء إقامته هناك كان يتردد على العلامة عمر بن سالم
بن يعقوب باوزير المتوفى (7/محرم/1360هـ) فقرأ عليه في الفقه والمواريث
واللغة وغيرها من العلوم النافعة.
بعدها رحل الشيخ – رحمه الله تعالى – إلى مدينة سيؤون وبها
أخذ عن الشيخ العلامة علي بن محمد بن حسين الحبشي المتوفى (1333هـ) فقرأ
عليه في الفقه واللغة وغيرها من العلوم.
ثم بعد ذلك سافر إلى صوماليا ( جيبوتي- مقاديشو ) طلباً
للمعيشة , ولما سمعه من وجود علماء أزهريين هناك وكان ذلك مرتين في الفترة
من 1335هـ لغاية 1352هـ التقى خلالهما بكثير من العلماء الصوماليين
واليمانيين والمصريين .
وما إن انتهى آل بو سبعة من بناء مسجدهم (النور) بقرية
(القارة) حتى عينوه إماماً له , وكان ذلك في حوالي عام 1341هـ بعد عودته
الأخيرة من صوماليا.
- توليه القضاء -
وفي عام 1351هـ – 1933م, التحق بخدمة القضاء الشرعي بحضرموت
الساحل, ولم يزل يتنقل في معارج القضاء حتى تولى رئاسته بالدولة القعيطية
في عام 1357هـ.
- شخصيته -
كان – رحمه الله – صريحاً في الحق لا يماري ولا يداري,
نزيهاً لا تمتد عينه إلى مُتعِ غيره, محارباً للبدع أياً كان القائم بها,
لا تأخذه في الله لومة لائم, فقد كتب الرسائل وألقى الخطب, وكاتب من يتوسم
فيه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, مُشنعاً على كثير من البدع
التي تعمل باسم الدين.
- ثناء العلماء عليه -
لم يحظ العلامة عبدالله بن عوض بكير على رغم علمه وشهرته
بترجمة موسعة وشاملة لكل جوانب حياته, إلا ما كان من ترجمة جدنا العلامة
عبدالرحمن بكير في كتابه ( القضاء في حضرموت في ثلث قرن), ولكن هناك من
أثنى على جدنا العلامة عبدالله بكير من العلماء الأجلاء , والجهابذة
العظماء في تاريخ حضرموت, وعلى رأسهم:
- علامة حضرموت ومفتيها وقاضيها العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف
في كتابه ( إدام القوت: صـ 153 ) حيث قال: ( ومن آل بكير – أصحاب القارة –
قاضي القضاة الآن الشيخ عبدالله بن عوض بكير, وهو رجل دمث الأخلاق, بعيد
القعر, مرن, هش بش….).
- كذلك العلامة عمر بن حامد الجيلاني قال في مقدمة
الدرة اليتيمة, وهو يتكلم عن الفترة التي قضاها جدنا في خدمة القضاء, قال:
(… أحيا الله به الأحكام الشرعية, فرفع منارها, وأقام دورها, ونشر نورها,
منذ أن تولى القضاء ثم رئاسته), وقال عن كتابه السفينة:( عباراته فقهية
دقيقة سلسة رصينة, عني بذكر الدليل… ووصفه بالعلامة الفقيه القاضي).
- حجه -
حج الشيخ – رحمه الله رحمة واسعة – حجة واحدة وذلك في حوالي
عام 1356هـ – 1937م, وذلك في محاولة للتخلص من مسؤولية القضاء عندما كان
قاضياً بالشحر, وقد كان ينوي في هذه الرحلة إلى الأراضي المقدسة عدم العودة
إلى حضرموت.
- مؤلفاته -
للشيخ – عليه رحمة الله تعالى – رسائل في مواضيع مختلفة,
وبحوث علمية متنوعة تمتاز برصانتها, وبحسن الاستنتاج فيها, وبجمال أسلوب
النتائج التي توضع من أجلها مع أمانة في النقل, وحسن ملحظ وإدراك عند
التصرف, وقد يميل في بحث من بحوثه إلى الأخذ بمقابل الأصح أو بقول مرجوح في
المذهب الذي يتمذهب به لمصلحة تقتضيه, ويدعم نظريته بالمنقول والمعقول
بأسلوب حسن رصين.
وهذه أسماء بعض أهم البحوث والرسائل:
1- رسالة في العهدة أسماها ( الجواهر المبثوثة في تعلق الدين بالحقوق والمنافع الموروثة
) وموضوعها تعلق دين المدين بزوائد أمواله المعهدة لدى الغير, وهذه
الرسالة قد ضمنها جدنا الشيخ عبدالرحمن بكير كتابه ( القضاء في حضرموت في
ثلث قرن ) فليراجع هناك .
2-حل القيد عما استعصت معرفته على باجنيد ( وهي رسالة في خسوف القمر, وهل خسوفه ليلة السادس عشر تبطل رؤياه ؟ , أم أنها لا تؤثر على ذلك ؟ , ).
3-نسيم الحياة شرح سفينة النجاة
( شرح فيه سفينة النجاة للعلامة سالم بن سعد باسمير الحضرمي, وقد تولى طبع
هذا الكتاب والتعليق على مسائله الجد عبدالرحمن بكير, ولعلنا نعيد طباعته
تحت إشرافنا قريباً ).
4-تطهير الفؤاد من سيء الاعتقاد ( وضح فيه كثيراً من المعتقدات الفاسدة الشائعة في الجهة الحضرمية سواء كانت مما يتعلق بالموتى أو بالأحياء, وهو مطبوع ).
5-رفع الخمار عن مثالب المزار
(وهي رسالة في منكرات زيارات القبور, وأن زيارة القبور مشروعة شرعها الدين
الإسلامي, وبغير ذلك تعتبر منكراً يجب إنكاره, وتجب إزالته وتغييره, وهو
مطبوع فيه نقص).
6-الحياة الإنسانية في القرآن (وقد انتهينا بحمد الله تعالى من نسخ هذا الكتاب وتنسيقه ,وهو جاهز للطباعة يسر الله ذلك قريباً ) .
7-السيف القاطع في صون المسجد عن الدف على رغم أنف المنازع
( وهي رسالة أوضح فيها حكم ضرب الدفوف في بيوت الله التي يجب أن تنزه عن
مثل هذه المعازف والملاهي, ولقد ترسم فيها طريقة السلف الذين سبقوه وعنهم
نقل ما نقل, وهو مطبوع ) , وغيرها من المؤلفات مثل المصباح المنير في واقعة
ضاحي مسجد شحير.
وأخيراً عثرنا على أربع مخطوطات نادرة للمؤلف – رحمه الله تعالى – هي:
1-الاشتراكية في الإسلام
( وقد تحدث فيها عن مفهوم الاشتراكية بمفهومها العصري, ثم عقب بعد ذلك
بذكر المفهوم الإسلامي للاشتراكية, ثم تحدث عن مضار الاشتراكية إلى غير ذلك
من المواضيع المهمة ).
2-المخطوطة الثانية
( تحدث فيها عن المرأة وموقف الإسلام منها, ثم حذر من دعاة تحرير المرأة,
وتكلم عن المرأة في جميع جوانب الحياة) ويمكن أن نعنون للمخطوطة([1]) بـ ( موقف الإسلام من دعاة تحرير المرأة).
3-أصل العهدة (
استعرض فيها القائلين بها , وتعرض لسرد أسماء الخائضين فيها من فقهاء
الشافعية , ولم يزد على أن نقل نقلاً مجرداً عن التعليق عن كتاب العلامة
عبدالرحمن محمد المشهور , وعن الشيخين علي بن قاضي , وأبي بكر الخطيب ) .
4-رفع التشكيك عن قضية دعكيك (
وهي كما قال صاحب كتاب (جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي) رد
ونقض لحكم القاضي محمد بن عوض بن طاهر باوزير في قضية من باب الوكالة وهي
موجودة كاملة في كتاب (القضاء في حضرموت في ثلث قرن), وقد عثرنا عليها
مخطوطة ضمن مجموع في بيت الجد عبدالرحمن بالمكلا ) .
ومجموعة من المنظومات الشعرية في مواضيع مختلفة (لايزال البحث عنها جارياً حتى هذه اللحظة ), ومجموعة من الفتاوى ( تحت الطبع ).
- تقاعده -
وبعد أربعة وثلاثين سنة هجرية وأربعة عشر يوماً بدأت في:
3/ ربيع الأول / 1351هـ , وانتهت في 17/ رمضان /1385هـ ,
الموافق 6/ يناير/1966م قضاها الشيخ – رحمه الله تعالى – في خدمة القضاء
الشرعي بحضرموت, كانت هي أيام شبابه ونشاطه واكتمال قواه الجسمية والعلمية
والعقلية, بدأها وسنه نحو (36) عاماً, واختتمها وسنه نحواً من (70) عاماً.
بعد تلك الرحلة الطويلة المضنية المستمرة في معارج القضاء,
وبعد أن أصيب بمرض أصاب في قدرته الكاملة على العمل نتيجة للجهود المتواصلة
في حقل القضاء طلب بعد كل ذلك الإحالة إلى التقاعد وأجيب طلبه.
- وفاته -
توفي الشيخ عبدالله بن عوض بكير- عليه رحمة الله – ضحى يوم
الاثنين 17/ جمادى الثانية /1399هـ , يوافق 14/ مايو/ 1979م, ودفن صبيحة
اليوم التالي في جمع مشهود من الجماهير- رحمه الله رحمة واسعة.([2])
إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...
recent
آخر الأخبار
recent
إحصاءات المدونة
Testimonial
LWt9MaZ9NWtbMqB4Mat8Map8NTcsynIkynwbzD1c
Featured Product
Website Design Service
Sed congue ut arcu eu feugiat. Vivamus ornare ipsum dui, quis tincidunt felis dictum vel. Ut tempor metus sit amet dui sollicitudin, porttitor molestie ante dignissim. Vestibulum ex nisi, molestie sed dolor et, sodales viverra odio. Nam dictum orci eget ligula molestie, molestie ullamcorper odio lacinia.
Sed congue ut arcu eu feugiat. Vivamus ornare ipsum dui, quis tincidunt felis dictum vel. Ut tempor metus sit amet dui sollicitudin, porttitor molestie ante dignissim. Vestibulum ex nisi, molestie sed dolor et, sodales viverra odio. Nam dictum orci eget ligula molestie, molestie ullamcorper odio lacinia.
0 تعليقات